قصة حقيقية حدثت لأم جاءت لزيارة ابنتها من مكان بعيد وكان ما كان من أحداث القصة .
أعجوبة
حادثة مروعة حصلت لها ..
مات على آثرها زوجها وأطفالها ..
ونجت هي بأعجوبة ..
فلا زال لها في العمر باقي ..
لما أُحضرت للمستشفى كانت تنادي وتقول أريد أمي ، أريد أمي ..
فأمها كانت هي الأمان لها في طول حياتها ..
لا تشعر بالحياة ولا بالاطمئنان إلا بقربها ..
وكانت منذ طفولتها إذا فزعت تذهب إلى أمها حتى تضمها ضمة الأمان وضمة الحياة كما تقول دائما ..
لذلك حينما أُدخلت المستشفى كانت تنادي وتقول احضروا لي أمي ، أريد أمي ..
وأمها المسكينة امرأة بدوية تعيش في الصحراء مع زوجها وأطفالها ...
حيث الرمال والسموم والجبال والوحوش الضارية يمثلون كل شيء في بيئتها ..
لما علمت بالخبر حملت نفسها وثيابها وتوجهت إلى ابنتها ، حبيبتها ...
فما أن وصلت إليها حتى ضمتها إلى صدرها حيث الحياة والأمان لأبنتها ..
ولكن هذه المرة كانت ضمتها ضمة الحياة والممات ..
فالابنة نجت بأعجوبة من الموت لأنه بقي لها من العمر باقٍ ...
أما الآن فموعدها مع الموت حان ..
وسبب الموت حضر إليها من بعيد ..
من عمق الصحراء ..
مع أمها مصدر أمانها وحياتها ..
وفي عباءتها التي تعلق بها عقرب ..
ونجت الأم بأعجوبة منه لتموت ابنتها وبأعجوبة أيضا ...