ROZITA مشرف ذهبى
عدد الرسائل : 545 تاريخ التسجيل : 02/04/2007
| |
ROZITA مشرف ذهبى
عدد الرسائل : 545 تاريخ التسجيل : 02/04/2007
| موضوع: رد: أوصاف وخصائص القرآن الكريم الثلاثاء يونيو 26, 2007 6:57 pm | |
| [ ص: 9 ] منها : أن إثبات الصانع في القرآن بنفس آياته التي يستلزم العلم بها العلم به كاستلزام العلم بالشعاع : العلم بالشمس من غير احتياج إلى قياس كلي يقال فيه : وكل محدث فلا بد له من محدث ; أو كل ممكن فلا بد له من مرجح ; أو كل حركة فلا بد لها من علة غائية أو فاعلية ; ومن غير احتياج إلى أن يقال : سبب الافتقار إلى الصانع هل هو الحدوث فقط - كما تقوله المعتزلة ؟ أو الإمكان - كما يقوله الجمهور ؟ حتى يرتبون عليه أن الثاني حال باقية مفتقرة إلى الصانع على القول الثاني الصحيح دون الأول فإني قد بسطت هذا الموضع في غير هذا المكان وبينت ما هو الحق ; من أن نفس الذوات المخلوقة مفتقرة إلى الصانع وأن فقرها وحاجتها إليه وصف ذاتي لهذه الموجودات المخلوقة كما أن الغنى وصف ذاتي للرب الخالق وأنه لا علة لهذا الافتقار غير نفس الماهية وعين الآنية كما أنه لا علة لغناه غير نفس ذاته . فلك أن تقول : لا علة لفقرها وغناه ; إذ ليس لكل أمر علة ; فكما لا علة لوجوده وغناه : لا علة لعدمها إذا لم يشأ كونها ولا لفقرها إليه إذا شاء كونها وإن شئت أن تقول : علة هذا الفقر وهذا الغنى : نفس الذات وعين الحقيقة . ويدل على ذلك أن الإنسان يعلم فقر نفسه وحاجتها إلى خالقه من غير أن يخطر بباله أنها ممكنة والممكن الذي يقبل الوجود والعدم أو أنها محدثة والمحدث المسبوق بالعدم ; بل قد يشك في قدمها أو يعتقده . وهو يعلم فقرها وحاجتها إلى بارئها فلو لم يكن للفقر إلى الصانع علة إلا الإمكان أو [ ص: 10 ] الحدوث لما جاز العلم بالفقر إليه ; حتى تعلم هذه العلة ; إذ لا دليل عندهم على الحاجة إلى المؤثر إلا هذا . وحينئذ : فالعلم بنفس الذوات المفتقرة والآنيات المضطرة توجب العلم بحاجتها إلى بارئها وفقرها إليه ; ولهذا سماها الله آيات . فهذان مقامان : أحدهما : أنها مفتقرة إلى المؤثر الموجب أو المحدث : لهاتين العلتين . الثاني : أن كل مفتقر إلى المؤثر : الموجب أو المحدث ; فلا بد له منه . وهو كلام صحيح في نفسه ; لكن ليس الطريق مفتقرا إليه وفيه طول وعقبات تبعد المقصود . أما المقام الأول : فالعلم بفقرها غير مفتقر إلى دليل على ذلك من إمكان أو حدوث . وأما الثاني : فإن كونها مفتقرة إليه غير مفتقر إلى أن يستدل عليه بقياس كلي : من أن كل ممكن فلا بد له من موجب وكل محدث فلا بد له من محدث لأنها آية له يمتنع أن تكون دونه أو أن تكون غير آية له . والقلب بفطرته يعلم ذلك ; وإن لم يخطر بقلبه وصف الإمكان والحدوث . والنكتة : أن وصف الإمكان والحدوث لا يجب أن يعتبره القلب لا في فقر ذواتها ولا في أنها آية لباريها ; وإن كانا وصفين ثابتين . وهما أيضا دليل صحيح ; لكن أعيان الممكنات آية لعين خالقها الذي ليس كمثله شيء ; بحيث لا يمكن أن يقع شركة فيه . [ ص: 11 ] وأما قولنا كل ممكن فله مرجح وكل محدث فله محدث : فإنما يدل على محدث ومرجح وهو وصف كلي يقبل الشركة ; ولهذا القياس العقلي لا يدل على تعيين وإنما يدل على الكلي المطلق فلا بد إذا من التعيين . فالقياس دليل على وصفية مطلقة كلية . وأيضا فإذا استدل على الصانع بوصف إمكانها أو حدوثها أو هما جميعا لم يفتقر ذلك إلى قياس كلي ; بأن يقال : وكل محدث فلا بد له من محدث أو كل ممكن فلا بد له من مرجح فضلا عن تقرير هاتين المقدمتين بل علم القلب بافتقار هذا الممكن وهذا المحدث كعلمه بافتقار هذا الممكن وهذا المحدث . فليس العلم بحكم المعينات مستفادا من العلم الكلي الشامل لها ; بل قد يكون العلم بحكم المعين في العقل قبل العلم بالحكم الكلي العام . كما أن العلم بأن العشرة ضعف الخمسة : ليس موقوفا على العلم بأن كل عدد له نصفية فهو ضعف نصفيه . وعلى هذا جاء قوله : { أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون } ؟ قال جبير ابن مطعم : لما سمعتها أحسست بفؤادي قد تصدع . وهو استفهام إنكار يقول أوجدوا من غير مبدع ؟ فهم يعلمون أنهم لم يكونوا من غير مكون ويعلمون أنهم لم يكونوا نفوسهم وعلمهم بحكم أنفسهم معلوم بالفطرة بنفسه لا يحتاج أن يستدل عليه : بأن كل كائن محدث أو كل ممكن لا يوجد بنفسه ولا يوجد من غير موجد وإن كانت هذه القضية العامة النوعية صادقة ; لكن العلم بتلك المعينة الخاصة ; إن لم يكن سابقا لها فليس متأخرا عنها ; ولا دونها في الجلاء . [ ص: 12 ] وقد بسطت هذا المعنى في غير هذا الموضع ; وذكرت دعوة الأنبياء ; عليهم السلام أنه جاء بالطريق الفطرية كقولهم : { أفي الله شك فاطر السماوات والأرض } ؟ وقول موسى : { رب السماوات والأرض } وقوله في القرآن : { اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون } { الذي جعل لكم الأرض فراشا } بين أن نفس هذه الذوات آية لله ; كما أشرنا إليه أولا من غير حاجة إلى ذينك المقامين ; ولما وبخهم بين حاجتهم إلى الخالق بنفوسهم ; من غير أن تحتاج إلى مقدمة كلية : هم فيها وسائر أفرادها سواء ; بل هم أوضح . وهذا المعنى قررته مبسوطا في غير هذا . الوجه الثاني : في مفارقة الطريقة القرآنية الكلامية إن الله أمر بعبادته التي هي كمال النفوس وصلاحها وغايتها ونهايتها لم يقتصر على مجرد الإقرار به كما هو غاية الطريقة الكلامية فلا وافقوا لا في الوسائل ولا في المقاصد فإن الوسيلة القرآنية قد أشرنا إلى أنها فطرية قريبة موصلة إلى عين المقصود وتلك قياسية بعيدة ; ولا توصل إلا إلى نوع المقصود لا إلى عينه . وأما المقاصد فالقرآن أخبر بالعلم به والعمل له فجمع بين قوتي الإنسان العلمية والعملية : الحسية والحركية الإرادية الإدراكية والاعتمادية : القولية والعملية حيث قال : { اعبدوا ربكم } فالعبادة لا بد فيها من معرفته والإنابة إليه والتذلل له والافتقار إليه ; وهذا هو المقصود ; والطريقة الكلامية ; إنما تفيد مجرد الإقرار ; والاعتراف بوجوده . ص: 13 ] وهذا إذا حصل من غير عبادة وإنابة : كان وبالا على صاحبه ; وشقاء له كما جاء في الحديث : { أشد الناس عذابا يوم القيامة : عالم لم ينفعه الله بعلمه } كإبليس اللعين ; فإنه معترف بربه مقر بوجوده ; لكن لما لم يعبده كان رأس الأشقياء وكل من شقي فباتباعه له . كما قال : { لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين } .
فلا بد أن يملأ جهنم منه ومن أتباعه مع أنه معترف بالرب ; مقر بوجوده وإنما أبى واستكبر عن الطاعة ; والعبادة ; والقوة العلمية مع العملية بمنزلة الفاعل والغاية ; ولهذا قيل العلم بلا عمل كالشجر بلا ثمر والمراد بالعمل هنا عمل القلب الذي هو إنابته إلى الله وخشيته له حتى يكون عابدا له . ففاتحة دعوة الرسل : الأمر بالعبادة . قال تعالى : { يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم } وقال صلى الله عليه وسلم { أمرت أن [ ص: 14 ] أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله } وذلك يتضمن الإقرار به وعبادته وحده فإن الإله هو المعبود ولم يقل حتى يشهدوا أن لا رب إلا الله ; فإن اسم الله أدل على مقصود العبادة له التي لها خلق الخلق وبها أمروا . وكذلك قوله لمعاذ : { إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله } وقال نوح عليه السلام { أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون } وكذلك الرسل في سورة الأعراف وغيرها .
وقال : { ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } وقال للرسل جميعا : { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم } { وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون } وقال تعالى : { لإيلاف قريش } { إيلافهم رحلة الشتاء والصيف } { فليعبدوا رب هذا البيت } { الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف } وقال : { إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء } وقال : { قل يا أيها الكافرون } { لا أعبد ما تعبدون } { ولا أنتم عابدون ما أعبد } وقال في الفاتحة : { إياك نعبد وإياك نستعين } وقال : { فاعبده وتوكل عليه } وقال : { فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا } ؟ وقال : { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء } | |
|
احمر شفايف مشرف ماسى
عدد الرسائل : 857 العمر : 40 تاريخ التسجيل : 10/03/2007
| موضوع: رد: أوصاف وخصائص القرآن الكريم الأربعاء يونيو 27, 2007 12:07 am | |
| شكرا علي المو ضوع القيم وجعله الله في ميزان حسناتك | |
|
ROZITA مشرف ذهبى
عدد الرسائل : 545 تاريخ التسجيل : 02/04/2007
| موضوع: رد: أوصاف وخصائص القرآن الكريم الأربعاء يونيو 27, 2007 1:35 am | |
| العفو يافهد ربنا يسمع منك وميرسى لمرورك مشكووووووووووور | |
|