عدد الرسائل : 146 العمر : 36 تاريخ التسجيل : 12/02/2007
موضوع: أسد الكاميرون في مواجهة الفيل المخيف الثلاثاء فبراير 20, 2007 12:56 am
أسد الكاميرون في مواجهة الفيل المخيف خاص/ يلاكورة- أيام قليلة، ويعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم"الكاف" الفائز بلقب أحسن لاعب أفريقي لعام 2006 في إطار احتفالاته بمرور 50 عاماً على إنشائه.
ورغم ما جرى على الساحة الأفريقية مؤخراً إلا أن أغلب الترشيحات صبت في شخصين فقط هما الايفواري ديديه دروجبا والكاميروني صموئيل ايتو اللذين دخلا صراعاً مريراً للفوز باللقب بالإضافة إلى الغاني إيسيان وذلك بعد خروج المصري محمد أبوتريكة والنيجيري نوانكو كانو من الترشيحات .
ومنذ ما يزيد على العامين والايفواري دروجبا والكاميروني ايتو في صراع دائم من نوع خاص على زعامة لاعبي القارة الأفريقية لكرة القدم ، وذلك رغم انتمائهما لأثنين من أكبر أندية القارة الأوروبية وهما تشيلسي الإنجليزي، وبرشلونة الأسباني.
ويعتبر الصراع القائم بين اللاعبين الأفريقيين ليس ظاهراً بالشكل المعروف إنما هو صراع من نوع خاص، بعد أن أصبح اللاعبان في الفترة الأخيرة هما طرفا الصراع على أي جائزة افريقية، وهما مرشحا القارة السمراء على أي جائزة عالمية، هذا بالإضافة إلى انتمائهما لأكبر مرشحين للفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا، وقيادتهما لاثنين من أعرق المنتخبات في القارة، واختيارهما من ضمن أربعة أفارقة مرشحين لجائزة أفضل لاعب في العالم.
وبالرغم من ايتو الكاميروني هو الأصغر سناً، حيث يبلغ من العمر 25 عاماً، إلا انه استطاع أن يحرز تقدماً ملحوظاً على نظيره الايفواري في هذا الشأن، بعدما حصل على جائزة أفضل لاعب في القارة السمراء في آخر موسمين، وذلك للمرة الثالثة في تاريخه، وكما قاد فريقه برشلونة لإحراز لقب على دوري أبطال أوروبا للموسم الماضي بعد خروج تشيلسي أحد أهم المنافسين على اللقب، هذا بالإضافة إلى مساهمته في فوز فريقه بالدوري الأسباني "الليجا" في آخر موسمين.
ولا يقل دروجبا ، البالغ من العمر (28 عاماً) ، أن يترك الساحة لنظيره الكاميروني يفعل ما يشاء، وحقق أكبر الانتصارات بعدما قاد منتخب بلاده إلى الصعود لنهائيات كأس العالم التي أقيمت في ألمانيا يونيو ويوليو من العام الماضي، وذلك للمرة الأولى، متفوقاً على الكاميرون التي كانت أهم منافسيه في المجموعة مع المنتخب المصري، بل وقاد "الأفيال" لتحقيق رقم قياسي في المونديال بعدما بات أول فريق يحول تأخره بهدفين إلى فوز بتاريخ البطولة منذ 36 عاماً، وتفوق مرة أخرى في نهائيات كأس الأمم الأفريقية بمصر يناير وفبراير الماضيين بعدما قاد فريقه للتغلب على نظيره الكاميروني بركلات الترجيح في ربع نهائي البطولة، وأضاع ايتو ركلته، هذا بالإضافة إلى قيادته لهجوم فريقه، والمساهمة في حصوله على لقب الدوري الانجليزي "البرميير ليج" في آخر موسمين.
ويبدو أن المهاجم الايفواري عازماً على قيادة فريقه لمزيد من الإنجازات هذا العام، الأمر الذي قد يمنحه فرصة أكبر للحصول على جوائز القارة المختلفة، وهذا لسببين : أولهما هو تعرض ايتو لإصابة خطيرة أبعدته عن الملاعب أكثر من ثلاثة أشهر وعاد منذ فترة لكنه لم يشارك في المباريات بشكل دائم ومستمر مما أعطي الأفضلية لدروجبا ، وثانيهما هو المستوى الرائع الذي ظهر عليه فريقه بدوري الأبطال هذا الموسم، بعد ان تفوق على النادي الكتالوني في دوري المجموعات تارة وتعادل معه في أخرى، وتصدر المجموعة الأولى.
ومن المقرر أن يعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم عن الفائز بالجائزة في 24 فبراير الجاري بأثيوبيا أخر معاقل الاحتفالات بإنشاء الكاف ، تحت رعاية الرئيس الأثيوبي وعيسى حياتو رئيس الكاف .
ايتو .. أسد الكاميرون
يعد المهاجم الدولي صمويل ايتو احد أبرز لاعبي المنتخب الكاميروني حامل بطولة الأمم الأفريقية لكرة القدم 4 مرات "، لما يتميز به من مهارة عالية داخل المستطيل الأخضر وقدرة تهديفية كبيرة في هز الشباك وإمكانية التحرك بالكرة ومن غيرها ، واختيار الأماكن المناسبة في منطقة الجزاء .
ويتميز إيتو تقريباً بكل مهارات لاعب كرة القدم ، سواء بالسرعة الفائقة ، أو بالتسديد المتقن من خارج منطقة الجزاء ، أو بالمهارات الفنية العالية ، أو حتى بأخلاقه الرفيعة التي تجعله مثار احترام وإعجاب منافسيه قبل مشجعيه وان كانت هفوته الأخيرة وبصقه في وجه لاعب اتلتيك بلباو ستكون سبه في تاريخه الكروي .
ورغم صغر عمر ايتو " الذي لم يتعدي الـ25 ربيعا من عمره إلا انه أحرز الميدالية الذهبية في نهائيات كأس الأمم الأفريقية مرتين بالإضافة إلى الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الاولمبية 2000 في سيدني وهو مرشح للفوز بجائزة أحسن لاعب أفريقي للمرة الثالثة علي التوالي بعد فوزه باللقب عامي 2003 و 2004 .
ويعد ايتو واجهة أفريقيا المشرقة والمُشرفة معاً في القارة الأوروبية ، بعد نبوغه وبزوغه ضمن ناشئ ريال مدريد ثم انتقل لفريق ريال مايوركا الذي اشتري نصف ملكيته وتألق أيضا ضمن صفوفه ، وذلك قبل أن ينتقل إلي برشلونة حيث الشهرة والتألق ليصبح مهاجما هدافا مرعبا لكل المدافعين علي اختلاف قدراتهم .
وقد تنفس مدافعي أندية الدوري الأسباني الصعداء لغياب ايتو أثناء اشتراكه في كأس الأمم الأفريقية ، إلا أن "الأسد" الكاميروني فوت عليهم هذه الفرصة بعدما أكد أنه لن يترك برشلونة خلال أمم أفريقيا ، وأنه سيسعى للتنقل بين القاهرة وبرشلونة بطائرة خاصة لمواصلة اللعب في البطولتين .
وخاض ايتو المباراة النهائية لبطولة كأس القارات التي خسرتها الكاميرون أمام فرنسا بهدف مقابل لا شيء.
وبدأ ايتو مشواره مع كرة القدم في نادي دوالا الذي كان ينافس في دوري الدرجة الثانية الكاميروني ، وكان وقتها يبلغ من العمر 16 عاما عندما قاد الفريق للتأهل على نحو غير متوقع إلى دور الثمانية في بطولة الكأس المحلية.
وانضم الأسد الكاميروني الصغير إلى أكاديمية كادجي الرياضية وأثار اهتمام نادي ريال مدريد الاسباني عندما سافر إلى أوروبا للمشاركة في بطولة للناشئين. وانتقل ايتو بسرعة إلى ريال مدريد ولعب لفريق الشباب والفريق الثاني بالنادي الاسباني قبل انضمامه إلى مايوركا .
دروجيا .. الفيل المخيف
فرض دروجبا نفسه بقوة علي كرة القدم العالمية وبات واحدا من المهاجمين القلائل الذين يتردد اسمهم بقوة علي الساحة حتى أصبح مرعبا للمدافعين وحراس المرمي الذين يعملون له ألف حساب .
ويتميز بالقوة الجسمانية الذي تجعله لا يعرف الرحمة أمام المرمي ، وبمهاراته الفنية العالية التي ساعدته علي التألق وهز الشباك باستمرار ، وبعروضه القوية الجادة التي تبعده دائما عن الغرور والتعالي علي الكرة ... انه الفيل العاجي المخيف ديدييه دروجبا الذي أصبح أبرز لاعبي الكرة الأفريقية السمراء والمرشح الأول للقب أفضل لاعب أفريقي لعام 2006 مع الكاميروني صامويل ايتو والغاني مايكل ايسين .
وبدأ دروجبا حياته الكروية في نادي لومانس أحد أندية الدرجة الثانية في فرنسا ، ثم انضم لجانجان الفرنسي "المغمور" ، قبل أن يلفت إليه الأنظار فينضم لصفوف مارسيليا ، لكنه تألق بشكل كبير جداً مسجلاً 30 هدفا في موسم واحد ، لينتقل لصفوف تشيلسي الإنجليزي في صفقة بلغت قيمتها نحو 40 مليون دولار ، ليصبح أحد الأوراق الرابحة التي يعتمد عليها جوزيه مورينيو المدير الفني لـ"الزرق". ويعتبر دروجبا أبرز لاعب في منتخب كوت ديفوار ، إذ أنه هو السبب الأول والرئيسي في بلوغ "الأفيال" لكأس العالم للمرة الأولى في تاريخهم بعد تسجيله لعشرة أهداف في التصفيات ، لعل أبرزها ثلاثة أهداف في مصر ، وهدفان في الكاميرون.
يتميز دروجبا بقوة بدنية هائلة في الالتحام بالمنافسين ، إذ أنه من نوعية المهاجمين "المشاكسين جداً" الذين يسعون لـ"جر المشاكل" التي ما تنتهي دوماً بتسجيل الأهداف سواء عن طريق القدمين أو بطلقات الرأس.
ولفت اللاعب الايفواري دروجبا المحترف بنادي تشيلسي والمرشح بقوة لخلافة ايتو في لقب أفضل لاعب أفريقي ، الأنظار بشدة نظرا لتوافقه أكثر مع الشروط التي وضعت للاختيار هذا الموسم والمتمثلة في إنجازات اللاعب داخل القارة مع منتخب بلاده, ثم إنجازاته مع ناديه, وأيضا شعبيته.
وانتقل دروجيا من ناديه السابق مرسيليا الفرنسي ـ الذي احتل معه صدارة هدافي الدوري ـ إلي نادي تشيلسي في صفقة بلغت43 مليون دولار وجعلت ثمنه من أغلي عشرة لاعبين علي مستوي العالم, وإن كانت إنجازات دروجبا لم تظهر مع ناديه الجديد, إلا أن أهدافه المميزة ظهرت في المباريات التي لعبها قبل إصابته .
ولم يقترب دروجبا الفيل الايفواري الصغير من لقب أفضل لاعب أفريقيا من فراغ أو بالصدفة, بل جاء بعد موسم ناجح مع ناديه الفرنسي السابق أحرز خلاله 32 هدفا في 48 مباراة الموسم الماضي, ليؤكد انه مهاجم من طراز فريد .
فلمن تكون الغلبة ولمن يبتسم الحظ في إثيوبيا للفيل المرعب أم للأسد الكاميروني ... هذا ما ستكشفه الأيام القليلة القادمة !!