محمود عبد العليم بببببببببببببببببب
عدد الرسائل : 28 تاريخ التسجيل : 10/03/2007
| موضوع: لا تصالح(امل دنقل) الإثنين أبريل 23, 2007 4:03 am | |
| لا تصالح **** لا تصالح ولو منحوك الذهب .. أترى حين أفقأ عينيك .. ثم أثبت جوهرتين مكانهما .. هل ترى ؟هى أشياء لا تشترى .. ذكريات الطفولة بين أخيك و بينك ، حسكما فجأة بالرجولة ،هذا الحياء الذى يكبت الشوق .. حين تعانقه ،الصمت - مبتسمين - لتأنيب أمكما .. وكأنكما .. ما تزالان طفلين !تلك الطمأنينة الابدية بينكما ... أن سيفان سيفك .. صوتان صوتك انك ان مت :للبيت رب .. وللطفل اب .. هل يصير دمى - بين عينيك - ماء ؟أتنسى ردائى الملطخ .. تلبس - فوق دمائى - ثيابا مطرزة بالقصب ؟أنها الحرب .. قد تثقل القلب ... لكن خلفك عار كل العرب لا تصالح .. ولا تتوخ الهرب .. !! (2) لا تصالح على الدم .. حتى بدم .. لا تصالح .. ولو قيل رأس برأس .. !!أكل الرؤس سواء ؟!أقلب الغريب كقلب أخيك .. ؟!أعيناه عينا .. أخيك ... ؟وهل تتساوى يد .. سيفها كان لك .. بيد .. سيفها أثكلك ..؟سيقولون : جئناك كى تحقن الدم .. جئناك .. كن - يا امير - الحكم .. سيقولون :ها نحن ابناء عم .. قل لهم انهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك واغرس السيف فى جبهة الصحراء .. الى ان يجيب العدم اننى كنت لك ... فارسا .. وأخا .. وأبا .. وملك . (3) لا تصالح ...ولو حرمتك الرقاد ..صرخات الندامة ..وتذكر .. ( اذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولاطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة )أن بنت أخيك " اليمامة " ...زهرة تتسربل - فى سنوات الصبا - بثياب الحداد ..كنت .. ان عدت :تعدو على درج القصر ، تمسك ساقى عند نزولى .. فأرفعها - وهى ضاحكة - فوق ظهر الجواد .. ها هى الان .. صامتة .حرمتها يد الغدر : من كلمات ابيها ، ارتداء الثياب الجديدة ، من ان يكون لها - ذات يوم - أخ !!من اب يتبسم فى عرسها ... وتعود اليه أذا الزوج اغضبها .. واذا زارها .. يتسابق احفاده نحو احضانه .. ، لينالوا الهدايا .. ويلهوا بلحيته ( وهو مستسلم ) .. ويشدوا العمامة .لا تصالح .. فما ذنب تلك اليمامة .. لترى العش محترقا .. فجأة .. ، وهى تجلس فوق الرماد ؟!! (4) لا تصالح .. ولو توجوك بتاج الامارة .. كيف تخطوعلى جثة ابن ابيك .. ؟ وكيف تصير المليك .. على اوجه البهجة المستعارة ؟كيف تنظر فى يد من صافحوك .. فلا تبصر الدم .. فى كل كف ؟ان سهما أتانى من الخلف .. سوف يجيئك من ألف خلف .. فالدم - الان - صار وساما وشارة .. لا تصالح .. ولو توجوك بتاج الامارة .. ان عرشك .. سيف وسيفك .. زيف ،، أذا .. لم تزن - بذؤابته - لحظات الشرف واستطبت الترف .. (5) لا تصالح .. ولو قال من مال عند الصدام " .. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام .. "عندما يملأ الحق قلبك : تندلع النار ان تتنفس .. لا تصالح .. ولو قيل ما قيل من كلمات السلام .. كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنس ؟كيف تنظر فى عينى امرأة .. أنت تعرف انك لا تستطيع حمايتها ؟كيف تصبح فارسها فى الغرام .. كيف ترجوا غدا .. لوليد ينام .. كيف تحلم أو تغنى بمستقبل لغلام .. وهو يكبر - بين يديك - بقلب منكس ؟لا تصالح .. ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام ...وارو قلبك بالدم ..وارو التراب المقدس .. وارو اسلافك الراقدين .. الى ان ترد عليك العظام .. !!(6) لا تصالح ..ولوناشدتك القبيلة , باسم حزن " الجليلة " .. ان تسوق الدهاء .. وتبدى - لمن قصدوك - القبول .. سيقولون :ها انت تطلب ثأرا يطول .. فخذ - الان - ما تستطيع .. قليلا من الحق .. فى هذه السنوات القليلة .. أنه ليس ثأرك وحدك ، لكنه ثأر جيل .. فجيل .. وغدا ... سوف يولد من يلبس الدروع كاملة .. يوقد النار شاملة .. يطلب الثأر .. يستولد الحق .. من اضلع المستحيل .. لا تصالح ,, ولو قيل انت التصالح حيلة .. أنه الثأر ... تبهت شعلته فى الضلوع ... اذا ما توالت عليها الفصول .. ثم تبقى يد العار مرسومة ( بأصابعها الخمس ) .. فوق الجباه الذليلة .. !!! (7) لا تصالح .. ولو حذرتك النجوم .. ورمى كهانها بالنبأ .. كنت أغفر لو اننى مت .. ما بين خيط الصواب ,, وخيط الخطأ .لم اكن غازيا .. لم اكن اتسلل قرب مضاربهم .. او احوم وراء التخوم .. لم امد يدا لثمار الكروم ... ارض بستانهم لم أطأ لم يصح بى قاتلى : " انتبه " .. !!كان يمشى معى .. ثم صافحنى ثم سار قليلا .. ولكنه فى الغصون اختبأ !!فجأة :ثقبتنى قشعريرة بين ضلعين .. واهتز قلبى - كفقاعة - وانفثأ ..وتحاملت ، حتى احتملت على ساعدى فرأيت : ابن عمى الزنيم واقفا يتشفى بوجه لئيم .. لم يكن فى يدى حربة .. او سلاح قديم .. لم يكن غير غيظى الذى يتشكى الظمأ . ( لا تصالح .. الى ان يعود الوجود لدورته الدائرة : النجوم .. لميقاتها والطيور .. لأصواتها والرمال .. لذراتها والقتيل لطفلته الناظرة ... كل شى تحطم فى لحظة عابرة :الصبا - بهجة الاهل - صوت الحصان - التعرف بالضيف -همهمة القلب حين يرى برعما فى الحديقة يذوى - الصلاة لكى ينزل المطر الموسمى -مراوغة القلب حين يرى طائر الموت .. وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة .. كل شى تحطم فى نزوة فاجرة .. والذى اغتالنى : ليس رباً ليقتلنى بمشيئته .. ليس انبل منى ... ليقتلنى بسكينته ,ليس امهر منى .. ليقتلنى باستدارته الماكرة لا تصالح .. فما الصلح إلا معاهدة بين ندين .. ( فى شرف القلب ) ... لا تنتقص والذى اغتالنى .. محض لص سرق الارض من بين عينى والصمت يطلق ضحكته الساخرة .. !! (9) لا تصالح .. ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ .. والرجال التى ملأتها الشروخ ، هؤلاء الذين يحبون طعم الثريد .. وامتطاء العبيد .. هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم .. وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخ .. لا تصالح .. فليس سوى ان تريد .. انت فارس هذا الزمان الوحيد .. وسواك المسوخ .. !! لا تصالح .... !!لا تصالح ... نوفمبر 1976 | |
|